مصر بين عشاق السادات والناصريين

معظم المصريين ونتيجة الأوضاع المزرية التي وصلوا لها نتيجة حكم مبارك ولسنوات طويلة يشعر بعض المصريون بحنين إلى أيام السادات وآخرين إلى أيام جمال عبد الناصر ويزداد في هذه الأيام الحنين إلى أخر ملوك مصر الملك فاروق.

معظم هؤلاء المصريين لم يعاصر أي رئيس سوى مبارك وقلة عاشو بضع سنوات في عهد السادات مما يجعل هذا الإنتماء لزعيم متوفي هروب من الواقع الأسود دون الدراية بما عانى منه آبائهم في حكم الزعماء السابقين.

السادات خفف من قبضة تسلط المخابرات على تفاصيل حياة المصريين ومنح مزيداً من الحريات طبعاً مع الإستمرار في نظرية ألوهية الزعيم حيث كان يعتبر المس به أحد المحرمات التي لا يمكن تجاوزها، كان واقعي وعملي واستطاع إرجاع الأرض المصرية المغتصبة من إسرائيل بحدة بصيرة وشجاعة لو تمتع بها السوريون لما بقي جولانهم محتلاً حتى الآن، لكن في عصر السادات ونتيجة التحول من الإشتراكية المفروضة من قبل عبد الناصر إلى اقتصاد السوق ولو بشكل جزئي ارتفعت الأسعار وعانى الكثيرون من أوضاع اقتصادية سيئة (تعتبر تلك الأوضاع السيئة حلم للشباب في ظل حكم مبارك) مما دفع الناس للتظاهر في وجه رفع أسعار المواد الأساسية في مظاهرات دعيت بمظاهرات الحرمية وكالعادة تم قمع هذه المظاهرات بقسوة وزج الشباب في السجون، طبعاً لم يرق الصلح مع اسرائيل للإسلاميين فقتلوه سامحين لنائبه المغمور بالوصول إلى حكم أهم دولة عربية.

جمال عبد الناصر يردد القوميين اسمه بكثير من الحب والإحترام ويصفونه بالزعيم التاريخي والبطل رغم أنه على أرض الواقع كان سبب لكثر من المشاكل التي مازلنا نعاني منها في مصر. فبدأ بمنح سلطات غير محدودة لأجهزة المخابرات وبدأ بإضطهاد كل من يخالفه ولو بالرأي وصلت الحريات في عهده إلى الحضيض كان لا يجرأ أحد للتعبير عن آرائه السياسية خوفاً من الإعتقال وتم التكيل بالشيوعيين والإسلاميين وكل التنظيمات التي تخالفه بالرأي، لكنه في المقابل كان ذو شعبية جارفة وصل إلى قلوب البسطاء ببساطته وتبنيه لقضايا أمته، أهم الكوارث التي جلبها على الأمة كانت عدم قدرته على الحفاظ على الوحدة مع السوريين وهزيمة 67 الذي كان هو مسئول عنها وبشكل كامل.

الملك فاروق لم يكن سوى مراهق وصل للحكم عن طريق الوراثة لم يتمتع بوعي سياسي او دراية عسكرية كافية لحكم بلد بأهمية مصر وكان لعبة بيد الإنكليز لم يشغله حال وضع مصر كما شغلته قصوره وممتلكاته التي ورثها مع وراثته للحكم كان أحد المسئولين عن نكبة 48.

لا يستحق أي من الزعماء الثلاثة لقب قائد عظيم أو رمز الأمة أو أي من الشعارات الفارغة التي أعتاد زعماء الأنظمة الشمولية أو أجهزة مخابراتهم إطلاقها على أنفسهم. يجب أن يبدأ الشباب المصري بالتحضير إلى مرحلة ما بعد مبارك وحشد جميع جهودهم ليمنعوا وصول الابن المدلل جمال مبارك للسلطة.
يشكل الإخوان المسلمون أيضاً خطراً شديداً فيما لو وصلوا للحكم لأنهم لو حكموا مصر سيحكموها بطريقة الأنظمة الشمولية التي تحكم البلاد العربية ولن يختلفوا إلى في بعض التفاصيل وستضيع آخر نسائم الحرية التي يتمتع بها المصريون.

ما الحل؟
كان أيمن نور يشكل أملاً للمصريين ولهذا قاموا بسجنه ولكن الأسماء لا تهم المطلوب دعم أي قوى سياسية تدعم تبادل السلطة السلمي عبر الإنتخابات الشفافة والعادلة وبإشراف القضاء والقوى التي تقدس حقوق الإنسان وتمنع أجهزة الأمن من إنتهاك حقوق المواطنين أيضاً لابد من فصل المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية والأهم الشفافية الإقتصادية ومنع استغلال أصحاب السلطة للسلطاتهم لنهب المزيد من ثروات مصر الضائعة.

منشور في مدونة اتحاد المدونين العرب

http://arabub.blogspot.com

No comments: